تفاقم أعراض الحساسية؟ ...إليكم السبب والحل
يبدو أن كثيراً من الناس باتوا يواجهون تزايداً ملحوظاً
في مشاكل الحساسية في وقت مبكر من كل عام، ومن الملاحظ أن أعراضها تزداد سوءاً
عاماً بعد عام. لكن لما يحصل ذلك؟ ولماذا باتت حدة الحساسية ومعدلات حبوب اللقاح
في تزايد مستمر في السنوات الأخيرة؟ هل هذا التغير طبيعي؟ أم أن لذلك ارتباط بتغيّر
المناخ وتداعياته على صحتنا؟
الجواب:
نعم. إذ يُلحظ أن عملية نمو حبوب اللقاح (Pollens) المرتبطة بالأشجار، والحشائش، والأزهار صارت تبدأ
في وقت مبكر من العام وتدوم لفترة أطول
من المعتاد.
لماذا
تسبب حبوب اللقاح الحساسية؟
إن
حبوب اللقاح وأيضاً ما يُعرف بحبوب الطلع يحملها الهواء في الجو ونلتقطها عند
التنفس، وهي عادة ما تكون صغيرة الحجم وخفيفة الوزن بحيث تعلق بسهولة في الجيوب
الأنفية أوالرئتين، لتسبب ما يُعرف بـ "حساسية حبوب اللقاح"، التي عادة
ما تبرزعوارضها (إحتقان وسيلان في الأنف، إحمرار وحكة في العيون وزيادة في إفراز
الدمع، سعال، شعور بجروح في الحنجرة...) في أوائل الربيع.
تصنيع
حبوب اللقاح هذه وإطلاقها يعتمد في الواقع على عوامل عديدة مرتبطة بالمناخ، منها:
درجة الحرارة، الرطوبة، وثاني أوكسيد الكربون CO2)). وذلك كله يعني أنه ليس فقط كمية حبوب اللقاح آخذة
في الازدياد، بل إنّ مواسم إنتاجها باتت أطول نتيجة للتغيرات المناخية الملحوظة.
ولكي نفهم أيضاً أسباب تزايد حدّة الأعراض التي تظهر لدى
المصابين بالحساسية، يجب أن لا يغيب عنا أن الطقس الدافىء ونسبة ثاني أوكسيد
الكربون العالية (نتيجة تلوث الهواء من عوادم السيارات، والمصانع، والمولدات
الكهربائية...إلخ) يشكّلان الظروف المثالية لتصنيع حبوب اللقاح في النباتات. فكيف
سيكون الحال إذا ما تعلّق الأمر بالنباتات التي هي في طبيعتها مسببة للحساسية،
والتي تعدّ الأسرع نمواً والأكثر قدرة على احتواء حبوب اللقاح. وهو ما يعني على
الصعيد الصحي تزايداً في الأعراض لدى أولئك المصابين بداء الحساسية، وبالأخص
"حساسية حبوب اللقاح".
لكن ما الحل الأنسب للحد من تفاقم أعراض حساسية حبوب
اللقاح؟
إليكم بعضاً من الإجراءات الاحترازية:
1-
حينما تلحظون وجود نسبة عالية من حبوب اللقاح في الجو، عليكم بإغلاق النوافذ
واستخدام أجهزة التكييف.
2-
حاولوا تجنّب الأنشطة في الهواء الطلق خلال فترة وجود نسبة عالية من حبوب اللقاح
في الجو. معظم النباتات تنتج حبوب اللقاح بين الساعة الخامسة فجراً والتاسعة
صباحاً. فإذا كنتم تريدون مثلاً ممارسة رياضة الركض، من الأفضل أن تقوموا بذلك في
فترة ما بعد الظهر، حينما تخفّ نسبة حبوب اللقاح في الهواء.
3- يُنصح أيضاً بتهوئة
المنزل بعد الساعة الحادية عشر صباحاً، وهو الوقت الذي تبدأ فيه نسبة حبوب اللقاح
بالانخفاض.
4- وأخيراً: لا تنسوا تناول
أدوية الحساسية الخاصة بكم، وفقاً لتعليمات الطبيب.