Sunday, January 10, 2016

كي لا تبقى قرارات العام الجديد مجرد أمنيات...
الكل مجتمع حول طاولة العشاء... أنا والعائلة وبعض الأصدقاء المقربين إحتفالا بقدوم العام الجديد... عام جديد بدايات جديدة، أحلام وأمنيات كثيرة، قرارات شخصية ومهنية نتخذها ونضعها نصب أعيننا ولكن في كثيرمن الأحيان لا ننجح في تحقيقها. سألت نفسي لماذا لا تكون إنجازاتنا على حجم أمنياتنا وقراراتنا؟.

خلال تناول العشاء قلت للجميع: "قبل بداية العد العكسي لطوي صفحة عام ،عشناه بحلوه ومرّه، وإستقبال عام جديد لا نعرف ماذا يخبأ لنا، أود أن أعرف من كل شخص منكم ما هو قراره الصحي لهذه السنة؟".

بدأت القرارات تنهال علي، البعض منها جدي والبعض منها لا يخلو من الخيال والفكاهة. الملفت أن إجابات الحاضرين دلت على وعيهم على أهمية أهتمامهم بصحتهم، وعلى مدى معرفتهم بأن لكل فرد دوراً فعّالاً في الحفاظ على صحته. تراوحت القرارات بين خسارة بعض الكيلوات الزائدة، والبدء بممارسة الرياضة يومياً، والإقلاع عن التدخين، والإلتزام بأخذ الدواء بحسب إرشادات الطبيب، والحرص على القيام بالفحوصات العامة سنوياً وخصوصاً النسائية منها. ولكن عندما سألتهم عن كيفية تحقيقهم لهذه الأهداف؟... كانت الإجابات غير محددة وعامة. من خلال خبرتي المهنية تأكدت بأن قلة منهم ستنجح في تحقيق قرارها الصحي لأول أسبوعين من العام الجديد على حد أقصى... السبب لأنه لم يكن لدي أي منهم فكرة واضحة وعملية عن كيفية تحقيقه لقراره.

كيف يمكن أن ننجح في تحقيق قراراتنا الشخصية؟ وخصوصاً الصحية منها؟... قد يكون الإلتزام بتطبيق القرارات المتعلقة بصحتنا من أصعب التحديات، وذلك لأن معظم القرارات الصحية لها علاقة بإحداث تغيير جذري في نمط حياتنا والتخلص من عادات وسلوكيات غير صحية والإستعاضة عنها بأخرى صحية. وكما نعلم، أن تغيير العادات والسلوكيات ليس بالأمر السهل، ويتطلب قناعة ووقت ومثابرة. قد يبدو الأمر مستحيلاً ولكنه في الحقيقة لا.

إن السبب الرئيسي لفشلنا في تحقيق  أهدافنا هو أننا نتطلب من أنفسنا الكثير دفعة واحدة، ونطمح لإحداث تغييرات كثيرة في حياتنا وعلى عدة أصعدة في نفس الوقت، مما يزيد من فرص الملل والتعب والإستسلام سريعاً، وبالتالي الفشل.

كيف نحول قراراتنا من كلام إلى نتيجة ملموسة؟
1- الأفضل أخذ قرار صحي واحد فقط، وعند تحقيقه وتحويله إلى سلوك ونمط حياة عندها يمكن التفكير بقرار صحي أخر. فمثلاً، إذا كنت سيدة مدخنة وتريدين إنقاص وزنك، سيكون من الصعب عليك الإقلاع عن التدخين وإتباع حمية غذائية في نفس الوقت، عندها ستكون فرص الفشل أكبر، نتيجة الضغط الذي ستشعرين به من جراء إيقاف التدخين والإلتزام بنظام غذائي جديد. ولكن إذا بدأت بأحد الهدفين كإنقاص وزنك أولاً وعند تحقيقه إنتقلت إلى قرار الإقلاع عن التدخين ستلمسين نتائج أفضل بكثير.

2- قبل أخذ أي قرار من الضروري أن نفكر ماذا نريد؟ وما الذي فعلاً نود أن نغيره في حياتنا؟ كيف يمكننا تحسين صحتنا والحفاظ عليها؟. عندها ستأتي قراراتنا حقيقية ومتناغمة مع إحتياجاتنا في هذه المرحلة من حياتنا بالذات. ويمكن كتابة لائحة بالمنافع الصحية للقرار المتخذ وتأثيره الإيجابي على نوعية حياتنا. هذه اللائحة ستكون بمثابة محفز لنا، إذ تذكرنا، في الأوقات الصعبة التي قد نشعر فيها بالإحباط ودنو الفشل، بأهمية هذا القرار بالنسبة لنا.

3- حتى ننجح في تحقيق قرارنا، يجب تحديد خطوات واضحة ومحددة سنقوم بها لتحقيق هذا الهدف. فمثلاً لا يكفي أن أقرر أن أمارس الرياضة مع بداية العام الجديد. من الأفضل أن يكون قراري على النحو التالي: سأقوم برياضة المشي السريع لمدة نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع كبداية. وبعد شهر، سأزيد عدد المرات إلى أربعة في الأسبوع ولمدة ساعة.

4- أبلاغ العائلة والأصدقاء عن قراراتنا ضروري حتى يكونوا بمثابة دعم وحافز لنا على النجاح.

5- من الجيد أن نكافىء أنفسنا عند تحقيق أي مرحلة من قرارنا. كشراء فستان جديد عند خسارة أول 2 كيلوجرام .

الحياة سلسلة من التجارب الناجحة والإخفاقات التي يجب أن نتعلم منها... وفي حال أخفقنا في تحقيق أي هدف سواء أكان متعلق بالصحة أو بتطوير الذات أو بالمهنة أو بالعائلة، يجب أن نتعبر ذلك كبوة مؤقتة لن تثنينا عن متابعة رحلة تحسين نوعية حياتنا للأفضل.

وكل عام وانتم بخير...    

1 comment: