Sunday, February 21, 2016

ما هي لغتك في الحب؟
عندما طرحتُ سؤال الإستطلاع "ما هي لغتك في الحب؟" في موقعي الألكتروني، وصلني العديد من الرسائل

عن مقصدي من ذلك السؤال وعن علاقته بصحتنا. فرحت جداً بتلك التساؤلات لأنني كنت أتوقعها وأنتظرها.
ذلك أن صحتنا العاطفية عنصر مكمل لصحتنا الجسدية والنفسية، فعندما نستعمل مصطلح الصحة النفسية نعني بذلك "كيف نفكر؟"، أما عندما نستعمل مصطلح الصحة العاطفية فنعني بذلك "كيف نشعر؟وما هو تأثير تلك المشاعر فينا؟". الخلاصة هي: "كي نكون أصحاء، يجب أن يكون شعورنا بخير وعافية". لذلك قمت بطرح هذا السؤال عليكم، لحثكم على التفكير بمشاعركم وعواطفكم وبمدى أهميتها وتأثيرها في علاقاتكم العاطفية،والعائلية، والمهنية، وإنعكاسات ذلك على صحتكم ونوعية حياتكم.

أعتقد أن جميعنا يعلم ويعي، إما نتيجة تجربة شخصية أو من خلال تجارب أناس من حولنا، التأثير السلبي للضغط عاطفي على صحتنا الجسدية، مثلاً عند مرض شخص عزيز علينا، أو عندما نشعر أننا مجروحون  وسريعو التأثر لأننا إنفصلنا عمن نحب، أو في حالات الطلاق، أو عند خسارة وظيفة، أو نتيجة سوء معاملة من قبل رؤسائنا أو زملائنا في العمل... عندما نمر بحالات كتلك، من المتوقع أن نعاني بعض العوارض التالية (الأرق، فقدان الشهية، الشعور بالتعب وقلة النشاط، آلام في الجسد، الدخول في مرحلة إكتئاب، تسارع في دقات القلب، إرتفاع في ضغط الدم، ألم في الرأس...إلخ). لذا، يمكن أن نستنتج أن صحتنا العامة تتأثر بصحة مشاعرنا.

وبما أن شهر شباط (فبراير) هو شهر الحب، إخترت أن يكون سؤالي عن لغتنا في الحب، بهدف تسليط الضوء على أهمية التواصل بين الطرفين لعلاقة أنجح وأسعد.
إن معرفتكم للغة الشريك/ة في الحب، هي إحدى الوسائل لتحسين العلاقة وتوطيد الروابط بينكما وزيادة الحميمية، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على صحتكم، وسيزيد من ثقتكم بأنفسكم. والنتيجة؟...علاقة عاطفية سعيدة، وعائلة أكثر تناغماً، وإنتاجية أفضل، وبالتالي قدرة أكبرعلى تحقيق الذات.

نتائج الإستطلاع: "ما هي لغتك في الحب؟"
كان عدد المشاركين في هذا الإستطلاع  500 (208 ذكور، و292 إناث). وجاءت الإجابات على النحو التالي:

- النسب المئوية لإجابات الذكور والإناث معاً
ما هي لغتك في الحب؟
الإجابة % (ذكور وإناث)
الإطراء، الكلام الحلو، كلمات الدعم والتشجيعWords of affirmation
28
التركيز على نوعية الوقت الذي تمضيانه معاًQuality Time
47
الهدايا (ليست بالضرورة ثمينة)Receiving gifts
2
تقديم المساعدةActs of service
15
العناق والتقبيلPhysical touch
8

-النسب المئوية لإجابات كل من الذكور والإناث على حدة
ما هي لغتك في الحب؟
الذكور %
الإناث %
الإطراء، الكلام الحلو، كلمات الدعم والتشجيع
18
35
التركيز على نوعية الوقت الذي تمضيانه معاً
59
39
الهدايا (ليست بالضرورة ثمينة)
0
3
تقديم المساعدة
18
13
العناق والتقبيل
5
10

تحليل نتائج الإستطلاع
إحتل "التركيز على نوعية الوقت" المرتبة الأولى كلغة للتعبير عن الحب عند 47% من إجمالي المشاركين في الإستطلاع (ذكوراً وإناثاً)، تلاه الإطراء وكلمات الدعم والتشجيع 28%. ولكن عند التعمق في إجابات المشاركين وتحليلها وفقاً للجنس، نجد أن النسبة الأكبر من الرجال هم الذين إختاروا "التركيز على نوعية الوقت" (59% ذكور مقابل 39% إناث) وبالتالي شكلوا النسبة الأكبر من هذا الإختيار، ما يعني أن الرجال والنساء يولون أهمية لنوعية الوقت الذي يمضيانه معاً، لكنها قد تكون وسيلة مفضلة للتعبير عن الحب عند الرجال أكثر منها عند النساء، أي أن الرجل يعتبر أن نوعية الوقت الذي تمضيه معه حبيبته هي لغة يفهمها للتعبير له عن الحب. في حين أن "الإطراء والكلام الحلو وكلمات الدعم والتشجيع"، ولو أنها جاءت في المرتبة الثانية بالنسبة للجنسين، إلا أنها ما زالت تعتبر لغة تحب النساء أن يُعبّر لها الشريك عن حبه من خلالها (35% إناث مقابل 18% ذكور).

جاء "تقديم المساعدة" في المرتبة الثالثة عند كل من الرجال والنساء مع فروق بسيطة في النسب بينهما، ثم "العناق والتقبيل" في المرتبة الرابعة مع فرق واضح بين الرجال والنساء (10% إناث مقابل 5% ذكور)، ما يعني أن المرأة تولي إهتماماً للإيماءات الجسدية أكثر من الرجل، فهي بحاجة للحنان والتقبيل والمعانقة للشعور بالعاطفة والأمان. وأخيراً جاء "تقديم الهدايا" في المرتبة الأخيرة مع فارق ملفت بين الجنسين، إذ أن أياً من الرجال لم يختر تقديم الهدايا كلغة يُحب أن تستعملها شريكته لتعبر له عن حبها، في حين أن 3% من النساء إختارتها.

أخيراً، فإن اللغات الخمس التي طرحها الإستطلاع، كلها وسائل للتعبير عن الحب والعاطفة، والعديد من المشاركين قالوا لي أننا نجد أنفسنا في الإختيارات الخمسة، فهل نستطيع أن نختارها كلها؟... وكان جوابي لهم: جميعنا نستخدم ونتفاعل مع هذه اللغات الخمس للحب، لكن لكل منا لغة معينة تكون هي السائدة أو الرئيسية لديه، ويأتي الباقي بصورة ثانوية. فمثلاً،السيدة التي إختارت التركيز على نوعية الوقت كلغة تحب أن يستعملها شريكها للتعبير لها عن حبه، من المؤكد أنها ستتأثر إيجابياً عند سماعها كلمات الدعم والتشجيع من شريكها عندما تكون في مواجهة إستحقاق معين، كما ستكون مشعة أكثر نتيجة إطراء جميل وصادق من حبيبها عندما تكون في كامل أناقتها للذهاب إلى حفلة ما، عندها ستشعر أنها المرأة الأجمل في العالم لأنها جميلة في عيني من تحب. كذلك الأمر بالنسبة للرجل الذي إختار التركيز على نوعية الوقت كلغة يحب أن يُخاطب بها من قبل شريكته، سيشعر أنه الرجل الأقوى لدى سماعه كلمات الدعم والتشجيع من شريكته والتي تعكس ثقتها به وحبها له في أحلك الظروف، كما سيشعر بثقة أكبر بنفسه وبأنه محبوب لدى سماعه أي إطراء من حبيبته.
العلاقات العاطفية الناجحة تعني صحة، وعافية، وسعادة

إعرف لغة من تحب...